للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم حرم الله تعالى. سمع الأعمش وسليمان التيمي وحسين بن ذكوان المعلم وحميد الطويل وطائفة. سمع منه عبد الله بن المبارك وصفوان بن سليم وحفص ابن عبد الله السلمي وعبد الملك بن عمرو العقدي ومعن بن عيسى وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وآخرون. تُكلم فيه للإرجاء، وكان من ثقات الأئمة وكان شديدا على الجهمية.

قال يحيى بن أكثم: كان إبراهيم من أنبل الناس بخراسان والعراق والحجاز، وأوثقهم وأوسعهم علما.

مات سنة ثمان وستين ومائة.

[موقفه من الجهمية:]

- روى الخطيب في تاريخه بالسند إلى عبد الله بن أبي داود السجستاني قال: سمعت أبي يقول إبراهيم بن طهمان ثقة، وكان من أهل سرخس، فخرج يريد الحج فقدم نيسابور فوجدهم على قول جهم، فقال الإقامة على هؤلاء أفضل من الحج، فأقام فنقلهم من قول جهم إلى الإرجاء. (١)

قلت: وليس الإرجاء المذكور هنا هو الإرجاء المعروف الذي أجمع السلف على أنه بدعة، ولكنه إرجاء من نوع آخر ومعناه كما جاء تفسيره عن أبي الصلت، كما ذكر الخطيب في تاريخه: لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث، أن الإيمان قول بلا عمل، وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان، بل كان إرجاؤهم أنهم كانوا يرجون لأهل الكبائر الغفران، ردا على الخوارج وغيرهم الذين يكفرون الناس بالذنوب، فكانوا يرجون ولا يكفرون بالذنوب -ونحن


(١) تاريخ بغداد (٦/ ١٠٧) والسير (٧/ ٣٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>