الخليفة محمد وقيل أحمد أبو إسحاق الراضي بالله بن المقتدر بالله جعفر ابن المعتضد بالله أحمد بن أبي أحمد بن المتوكل. ولد سنة سبع وتسعين ومائتين وأمه أمة رومية، وكان قصيراً أسمر نحيفاً، في وجهه طول، استخلف بعد عمه القاهر عندما سملوا القاهر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قال الخطيب: له فضائل منها أنه آخر خليفة له شعر مدون وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش وآخر خليفة خطب الجمعة وآخر خليفة جالس الندماء، وكانت جوائزه وأموره على ترتيب المتقدمين منهم، وكان سمحاً جواداً أديباً فصيحاً محباً للعلماء، ومن شعره:
كل صفو إلى كدر ... كل أمن إلى حذر
ومصير الشباب للمو ... ت فيه أو الكبر
در در المشيب من ... واعظ ينذر البشر
أيها الآمِلُ الذي ... تاه في لجة الغرر
توفي في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وله اثنتان وثلاثون سنة سوى أشهر، وبويع المتقي لله إبراهيم أخوه.
[موقفه من المشركين:]
- قال ابن كثير: وفيها -أي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة- ظهر ببغداد رجل يعرف بأبي جعفر محمد بن علي الشلمغاني، ويقال له ابن
(١) تاريخ بغداد (٢/ ١٤٢ - ١٤٥) والسير (١٥/ ١٠٣ - ١٠٤) والبداية والنهاية (١١/ ١٩٠ - ٢٠٩) والوافي بالوفيات (٢/ ٢٩٧ - ٣٠٠) وشذرات الذهب (٢/ ٣٢٤) وتاريخ الإسلام (حوادث ٣٢١ - ٣٣٠/ص.٢٦٧ - ٢٦٩).