للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاضي -وتزوج بابنته- ومن مالك والليث ويحيى بن أيوب وسليمان بن بلال. وتفقه عليه يحيى بن يحيى الليثي.

كان أول من أدخل مذهب الإمام مالك إلى الأندلس، وقبل ذلك كانوا يتفقهون للأوزاعي وغيره. وكان أحد النساك الورعين، أراده هشام صاحب الأندلس على القضاء فأبى وهرب. قال الذهبي: وكان إماما، عالما، ناسكا، مهيبا، كبير الشأن. توفي رحمه الله سنة ثلاث وتسعين ومائة.

[موقفه من المبتدعة:]

جاء في السير: قال عبد الملك بن حبيب: كنا عند زياد إذ جاءه كتاب من بعض الملوك، فكتب فيه، وختمه، ثم قال لنا زياد: إنه سأل عن كفتي الميزان، أمن ذهب أم من فضة؟ فكتبت إليه: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (١). (٢)


(١) أخرجه: الترمذي (٤/ ٤٨٣/٢٣١٧) وابن ماجه (٢/ ١٣١٥ - ١٣١٦/ ٣٩٧٦) وابن حبان (١/ ٤٦٦/٢٢٩) من طريق قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به. قال الترمذي: "حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه". وقرة قال الحافظ في التقريب: "صدوق له مناكير". وله شواهد منها ما رواه: أحمد (١/ ٢٠١) ومالك (فتح البر٢/ ٣٧٥) والبخاري في التاريخ (٤/ ٢٢٠) والترمذي (٤/ ٤٨٤/٢٣١٨) عن علي بن حسين مرسلا والطبراني في الكبير (٣/ ١٣٨/٢٨٨٦) والأوسط (٩/ ١٨٤/٨٣٩٧) عن علي بن الحسين عن أبيه مرفوعا والصغير (٢/ ٣٨٠/١٠٥٢) وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٨): "رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد والكبير ثقات". وقال البخاري: "ولا يصح إلا عن علي بن حسين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". وقال الترمذي: "وهذا عندنا أصح من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة". وبنحو كلامهما قال أحمد ويحيى بن معين والدارقطني كما ذكر ابن رجب في الجامع (١/ ٢٨٧ - ٢٨٨). وأخرجه الطبراني في الصغير (٢/ ٣٢١/٨٦٧) عن زيد بن ثابت وقال الهيثمي (٨/ ١٨): "فيه محمد بن كثير بن مروان وهو ضعيف". وعزاه السيوطي في الجامع الصغير للحاكم في الكنى من حديث أبي بكر والشيرازي من حديث أبي ذر والحاكم في تاريخه عن علي بن أبي طالب وابن عساكر عن الحارث بن هشام ورمز للحديث بالصحة وحسنه النووي في الأربعين. ولعل بهذه الشواهد يرتقي الحديث إلى مرتبة الحسن.
(٢) السير (٩/ ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>