للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها إلا عامي جاهل، وإن أهل العلم مطبقون على إنكارها كما حدثنا الشيخ أبو الحسن العلامة قال: كنت جالسا بعد المغرب، عند الشيخ أبي القاسم بن فِيْرُّه الشاطبي رحمه الله تعالى، وحدثني بحجرته التي كان يقرأ فيها القرآن، بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة، من الديار المصرية، والناس يصلون صلاة الرغائب بالمدرسة، وأصواتهم تبلغنا، فلما فرغوا منها، سمعت الشيخ الشاطبي يقول: لا إله إلا الله، فرغت البدعة، فرغت البدعة مرتين.

قلت: وكان هذا الشيخ الشاطبي جامعا بين العلم والعمل، وليا من أولياء الله تعالى، ذا كرامات مشهورة، وقد بينت من أحواله في أول شرح قصيدته في القراءات.

وقد حدثني عنه شيخنا المذكور، أنه قال: ما أتكلم كلمة إلا لله.

فما أراد الشاطبي رحمه الله بهذا الكلام إلا إعلام صاحبه، بأنها بدعة، نصحا لله ولدينه. (١)

الطالقاني (٢) (٥٩٠ هـ)

أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير الطالقاني القزويني، الفقيه الشافعي، الواعظ رضي الدين أحد الأعلام. ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بقزوين. وتفقه على الفقيه أبي بكر بن ملكداذ بن علي العمركي ثم ارتحل إلى


(١) الباعث (٢٢٣ - ٢٢٤).
(٢) السير (٢١/ ١٩٠ - ١٩٣) وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات ٥٨١ - ٥٩٠هـ/ص.٣٦٨ - ٣٧٢) وتذكرة الحفاظ (٤/ ١٣٥٦) والنجوم الزاهرة (٦/ ١٣٤و١٣٦) وشذرات الذهب (٤/ ٣٠٠) والبداية والنهاية (١٣/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>