للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البدع، وطردهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين في الآفاق. (١)

- وجاء في الدرء: وأظهر السلطان محمود سبكتكين لعنة أهل البدع على المنابر، وأظهر السنة، وتناظر عنده ابن الهيصم وابن فورك في مسألة العلو، فرأى قوة كلام ابن الهيصم، فرجح ذلك، ويقال إنه قال لابن فورك: فلو أردت تصف المعدوم كيف كنت تصفه بأكثر من هذا؟ أو قال: فرق لي بين هذا الرب الذي تصفه وبين المعدوم؟ وأن ابن فورك كتب إلى أبي إسحاق الإسفراييني يطلب الجواب عن ذلك، فلم يكن الجواب إلا أنه لو كان فوق العرش للزم أن يكون جسما. ومن الناس من يقول: إن السلطان لما ظهر له فساد قول ابن فورك سقاه السم حتى قتله، وتناظر عنده فقهاء الحديث، من أصحاب الشافعي وغيرهم، وفقهاء الرأي، فرأى قوة مذهب أهل الحديث فرجحه، وغزا المشركين بالهند. (٢)

القاضي عبد الوهاب بن علي البغدادي (٣) (٤٢٢ هـ)

الإمام القاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد، أبو محمد الثغلبي العراقي، الفقيه المالكي. ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ببغداد.


(١) أصول الاعتقاد (٤/ ٧٩٩/١٣٣٣).
(٢) درء التعارض (٦/ ٢٥٣).
(٣) تاريخ بغداد (١١/ ٣١ - ٣٢) وترتيب المدارك (٢/ ٢٧٢ - ٢٧٥) ووفيات الأعيان (٣/ ٢١٩ - ٢٢٢) والمرتبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا للنباهي (٤٠ - ٤١) وسير أعلام النبلاء (١٧/ ٤٢٩ - ٤٣٢) وتاريخ الإسلام (حوادث ٤٢١ - ٤٣٠/ص.٨٥ - ٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>