عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جُنَادَة، عالم الديار المصرية ومفتيها، أبو عبد الله العُتَقِيّ مولاهم المصري صاحب مالك الإمام. روى عن مالك، وعبد الرحمن بن شريح، ونافع بن أبي نعيم المقرئ وبكر بن مضر، وطائفة قليلة. وعنه أصبغ والحارث بن مسكين وسحنون، وعيسى بن مثرود ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وآخرون.
كان ذا مال ودنيا، فأنفقها في العلم، وقيل: كان يمتنع من جوائز السلطان، وله قدم في الورع والتأله. وعن مالك: أنه ذكر عنده ابن القاسم، فقال: عافاه الله، مثله كمثل جراب مملوء مسكا. قال الحارث بن مسكين: كان ابن القاسم في الورع والزهد شيئا عجيبا، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال: كان خيرا فاضلا ممن تفقه على مذهب مالك وفَرَّعَ على أصوله وذب عنها ونصر من انتحلها، قال الخليلي: زاهد متفق عليه، أول من حمل الموطأ إلى مصر وهو إمام. قال عن نفسه: خرجت إلى الحجاز اثنتي عشرة مرة أنفقت في كل مرة ألف دينار.
توفي رحمه الله تعالى سنة إحدى وتسعين ومائة.
[موقفه من المبتدعة:]
عن ابن القاسم أنه قال في أهل الأهواء مثل القدرية والإباضية وما
(١) السير (٩/ ١٢٠ - ١٢٥) وترتيب المدارك (١/ ٢٥٠ - ٢٥٩) وتهذيب الكمال (١٧/ ٣٤٥ - ٣٤٧) وتذكرة الحفاظ (١/ ٣٥٦ - ٣٥٧) والديباج المذهب (١/ ٤٦٥ - ٤٦٩) ووفيات الأعيان (٣/ ١٢٩ - ١٣٠) وشذرات الذهب (١/ ٣٢٩).