بابن وهب وابن القاسم وروى عنهما، وعن ابن عيينة وأشهب وبشر الزهراني وعدة. وروى عنه أبو داود والنسائي وابنه أحمد بن الحارث وعبد الله ابن أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي داود وأبو يعلى الموصلي. كان ثقة ثبتا في الحديث، فقيها على مذهب الإمام مالك. امتحن في فتنة خلق القرآن فلم يجب، فسجنه المأمون في بغداد، فما أطلق سراحه حتى ولي المتوكل، فكتب إليه بعهده على قضاء مصر من سنة سبع وثلاثين ومائتين إلى أن استعفي.
قال ابن نصر: عرفت الحارث أيام ابن وهب على طريقة زهادة وورع وصدق حتى مات. وسئل عنه الإمام أحمد، فقال فيه قولا جميلا، وقال: ما بلغني عنه إلا خير. قال الذهبي رحمه الله: كان مع تبحره في العلم، قوالا بالحق، عديم النظير. توفي رحمه الله ليلة الأحد لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة خمسين ومائتين.
[موقفه من الرافضة:]
جاء في السير: قال ابن قديد: أتاه -يعني الحارث- في سنة سبع وثلاثين كتاب توليه القضاء وهو بالأسكندرية، فامتنع فلم يزل به إخوانه حتى قبل، فقدم مصر وجلس للحكم، وضرب الحد في سب عائشة أم المؤمنين. (١)
[موقفه من الجهمية:]
جاء في تاريخ بغداد: قال الخطيب رحمه الله: وكان فقيها على مذهب