للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الشريف المرتضى وإذا هو قد حول وجهه إلى الجدار وهو يقول: أبو بكر وعمر ولِّيا فعدلا واسترحما فرحما؛ فأنا أقول: ارتدا بعدما أسلما؟ قال: فقمت عنه فما بلغت عتبة داره حتى سمعت الزعقة عليه. (١)

مكي بن أبي طالب (٢) (٤٣٧ هـ)

أبو محمد مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم القرطبي، ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. سمع من أبي محمد بن أبي زيد وأبي الحسن القابسي وأحمد بن فراس المكي وعدة، تلا عليه خلق منهم: عبد الله بن سهل ومحمد بن أحمد بن مطرف، كان من أوعية العلم مع الدين والسكينة والفهم، غلب عليه علم القرآن وكان من الراسخين فيه. وكان خيرا فاضلا، متدينا، متواضعا، مشهورا بالصلاح، أقرأ بجامع قرطبة، وعظم اسمه، وبعد صيته. قال ابن بشكوال: قلده أبو الحزم جَهْوَر خطابة قرطبة.

توفي رحمه الله في المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.

[موقفه من القدرية:]

قال الحافظ في الفتح: وقال مكي بن أبي طالب في إعراب القرآن له قالت المعتزلة (ما) في قوله تعالى: {وَمَا تَعْمَلُونَ (٩٦)} (٣) موصولة فرارا من أن


(١) البداية والنهاية (١٢/ ٥٧) وانظر المنتظم (١٥/ ٢٩٤ - ٣٠٠).
(٢) ترتيب المدارك (٢/ ٣٠٤) ووفيات الأعيان (٥/ ٢٧٤ - ٢٧٧) وتاريخ الإسلام (حوادث ٤٣١ - ٤٤٠/ص.٤٥٢ - ٤٥٥) والسير (١٧/ ٥٩١ - ٥٩٣).
(٣) الصافات الآية (٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>