للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما إذا قال كما قال الله تعالى: يد وسمع وبصر، ولا يقول: كيف، ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيها، وهو كما قال الله تعالى في كتابه:} {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١). (٢)

- وقال عند حديث أبي هريرة الطويل من كتاب التفسير وفيه: "والذي نفس محمد بيده، لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله". (٣)

وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا: إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه. علم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف في كتابه. (٤)

[موقفه من الخوارج:]

- قال عقب حديث ابن مسعود: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" (٥): ومعنى هذا الحديث قتاله كفر ليس به كفرا مثل الارتداد عن الإسلام. والحجة في ذلك ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من قتل متعمدا


(١) الشورى الآية (١١).
(٢) سنن الترمذي (٣/ ٥٠ - ٥١).
(٣) جزء من حديث أخرجه: أحمد (٢/ ٣٧٠) والترمذي (٥/ ٣٧٦ - ٣٧٧/ ٣٢٩٨) وابن أبي عاصم في السنة ... (١/ ٢٥٤/٥٧٨) والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٢٨٧ - ٢٨٨/ ٨٤٩) كلهم من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا. قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة". وقال البيهقي: "وفي رواية الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه انقطاع ولا ثبت سماعه من أبي هريرة".
(٤) سنن الترمذي (٥/ ٣٧٧).
(٥) البخاري (١/ ١٤٧/٤٨) ومسلم (١/ ٨١/٦٤) والترمذي (٥/ ٢٢/٢٦٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>