المخرّمي: يا أهل خراسان ما دام عبد الله بن عبد الرحمن بين أظهركم فلا تشتغلوا بغيره. وقال أبو حاتم بن حبان: كان الدارمي من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين ممن حفظ وجمع، وتفقه، وصنف وحدث، وأظهر السنة ببلده، ودعا إليها، وذب عن حريمها، وقمع من خالفها. قال أبو بكر الخطيب: كان أحد الرحالين في الحديث والموصوفين بحفظه وجمعه والإتقان له، مع الثقة والصدق، والورع، والزهد، واستقضي على سمرقند، فأبى، فألح السلطان عليه حتى يقلده، وقضى قضية واحدة ثم استعفى، فأعفي، وكان على غاية العقل، ونهاية الفضل، يضرب به المثل في الديانة والحلم والرزانة، والاجتهاد والعبادة، والزهادة والتقلل وصنف المسند والتفسير والجامع. مات في سنة خمس وخمسين ومائتين يوم التروية بعد العصر ودفن يوم عرفة يوم الجمعة وهو ابن خمس وسبعين سنة.
[موقفه من المبتدعة:]
- دفاعه عن العقيدة السلفية: 'السنن' لأبي محمد الدارمي من أجود كتب السنة، وعدها بعض المحدثين سادس الكتب الستة لأهميتها في هذا الفن، وكان أول ما بدأ به أبو محمد الدارمي، كتابه 'السنن' مقدمة مهمة، بين فيها شتى المسائل من سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وطلب العلم، وكيفية ذلك، وما يتعلق بالفتوى، وركز فيها على الرد على المبتدعة واتباع السنة، فساق من الآثار عن السلف ما فيه قناعة لمن يريد الحق. فرحمة الله عليه رحمة واسعة.