للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينظم على البديهة سريعا أشياء حسنة فصيحة بليغة، وقد نظم الكافي الذي ألفه موفق الدين ابن قدامة ومختصر الخرقي، ويقال إنه كان يحفظ صحاح الجوهري بتمامه في اللغة. وكان صالحا قدوة كثير التلاوة عظيم الاجتهاد، صبورا قنوعا، وكان شديدا في السنة، منحرفا على المخالفين لها، وشعره مملوء بذكر أصول السنة ومدح أهلها وذم مخالفيها. وتوفي رحمه الله مقتولا سنة ست وخمسين وستمائة.

[موقفه من الرافضة:]

قال رحمه الله في داليته التي أولها:

واها لفرط حرارة لا تبرد ... ولواعج بين الحشا تتوقد

في كل يوم سنة مدروسة ... بين الأنام وبدعة تتجدد

صدق النبي ولم يزل متسربلا ... بالصدق إذ يعد الجميل ويوعد

إذ قال يفترق الضلال ثلاثة ... زيدت على السبعين قولا يسند

وقضى بأسباب النجاة لفرقة ... تسعى بسنة مهتدين وتحفد

فإن ابتغيت إلى النجاة وسيلة ... فاقبل مقالة ناصح يتقلد

إياك والبدع المضلة إنها ... تهدي إلى نار الجحيم وتورد

وعليك بالسنن المنيرة فاقفها ... فهي المحجة والطريق الأقصد

فالأكثرون بمبدعات عقولهم ... نبذوا الهدى فتنصروا وتهودوا

منهم أناس في الضلال تجمعوا ... وبسب أصحاب النبي تفردوا

قد فارقوا جمع الهدى وجماعة الإسـ ... ـلام واجتنبوا الهدى وتمردوا

بالله يا أنصار دين محمد ... نوجوا على الدين الحنيف وعددوا

<<  <  ج: ص:  >  >>