للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعلم حسن لمن رزق خيره، وهو قسم من الله تعالى، فلا تمكن الناس من نفسك، فإن من سعادة المرء أن يوفق للخير، وإن من شقوة المرء أن لا يزال يخطئ، وذل وإهانة للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه. توفي سنة تسع وسبعين ومائة.

[موقفه من المبتدعة:]

- روى الخطيب في شرف أصحاب الحديث: عن عبد الرحمن بن مهدي قال: سمعت مالك بن أنس رضي الله عنه يقول: سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر بعده سننا فالأخذ بها تصديق لكتاب الله عز وجل، واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله، من عمل بها مهتد ومن استنصر بها منصور ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى. (١)

- جاء في الاعتصام: وقال مالك: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد تم هذا الأمر واستكمل، فينبغي أن تتبع آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، ولا يتبع الرأي، فإنه متى ما اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى في الرأي منك، فاتبعته، فكلما غلبه رجل اتبعه، أرى أن هذا بعد لم يتم. (٢)

" التعليق:

رضي الله عنك يا إمام أهل المدينة، ما أحسن ما قلت لو وجدت أذنا


(١) شرف أصحاب الحديث (ص.٦ - ٧) وانظر السير (٨/ ٩٨). وهو من كلام أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز؛ وكان الإمام مالك يردده كثيرا.
(٢) الاعتصام (١/ ١٤٠) و (٢/ ٦٦٠) ورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/ ١٠٦٩) وانظر إعلام الموقعين (١/ ٧٨) ودرء تعارض العقل والنقل (١/ ١٩١) بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>