للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتراجعون في أثناء الليل، فصفهم معقل بن قيس ميمنة وميسرة ورتبهم، وقال: لا تبرحوا على مصافكم حتى نصبح فنحمل عليهم فما أصبحوا حتى هزمت الخوارج فرجعوا من حيث أتوا، فسار معقل فى طلبهم وقدم بين يديه أبا الرواع في ستمائة فالتقوا بهم عند طلوع الشمس، فثار إليهم الخوارج فتبارزوا ساعة، ثم حملوا حملة رجل واحد فصبر لهم أبو الرواع بمن معه وجعل يذمرهم ويعيرهم ويؤنبهم على الفرار ويحثهم على الصبر فصبروا وصدقوا في الثبات حتى ردوا الخوارج إلى أماكنهم، فلما رأت الخوارج ذلك خافوا من هجوم معقل عليهم، فما يكون دون قتلهم شيء فهربوا بين أيديهم حتى قطعوا دجلة في أرض نهزشير، وتبعهم أبو الرواع ولحقه معقل بن قيس، ووصلت الخوارج إلى المدينة العتيقة فركب إليهم شريك بن عبيد نائب المدائن ولحقهم أبو الرواع بمن معه من المقدمة. (١)

جرير بن عبد الله (٢) (٥١ هـ)

هو جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن حُشَم بن عوف. الأمير النبيل أبو عمرو -وقيل أبو عبد الله- البجلي القسري وقسر من قحطان، من أعيان الصحابة. بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - على النصح لكل مسلم، كان بديع الحسن كامل الجمال. حدث عنه أنس وقيس بن أبي حازم وأبو وائل


(١) البداية والنهاية (٨/ ٢٦).
(٢) الاستيعاب (١/ ٢٣٦ - ٢٤٠) وأسد الغابة (١/ ٥٢٩ - ٥٣١) وطبقات ابن سعد (٦/ ٢٢) وتهذيب الكمال (٤/ ٥٣٣ - ٥٤٠) وتهذيب التهذيب (٢/ ٧٣ - ٧٥) وتاريخ خليفة (٢١٨) والإصابة (١/ ٤٧٥ - ٤٧٦) والسير (٢/ ٥٣٠ - ٥٣٧) وشذرات الذهب (١/ ٥٧ - ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>