للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتاب 'الأحكام' وكتاب 'الإمامة'. توفي رحمه الله في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.

[موقفه من المبتدعة:]

جاء في ذم الكلام: عن محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه الصبغي يناظر رجلاً فقال: حدثنا فلان، قال له الرجل: دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا؟ فقال له الشيخ: قم يا كافر، فلا يحل لك أن تدخل داري بعد. ثم التفت إلينا فقال: ما قلت لأحد قط لا تدخل داري غير هذا. (١)

- وفي السير: قال الحاكم: وقد سمعته يخاطب كهلا من أهل (٢) فقال: حدثونا عن سليمان بن حرب فقال له: دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا وأخبرنا؟ فقال: يا هذا لست أشم من كلامك رائحة الإيمان، ولا يحل لك أن تدخل هذه الدار ثم هجره حتى مات. (٣)

" التعليق:

هذه غيرة الأئمة رحمهم الله على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا كان أهل الضلال بلغت بهم الوقاحة وقلة الحياء إلى قولهم: "دعنا من حدثنا وأخبرنا"، ودين الأمة كله قائم على سلسلة حدثنا وأخبرنا فلا دين إلا بها ولا عقيدة إلا على طريقها ولا عبادة تصح إلا منها، فكتب السنة كلها والقرآن بكل


(١) ذم الكلام (٧٧).
(٢) كذا في السير، وفي تاريخ الإسلام (حوادث ٣٤١ - ٣٥٠، ص.٢٥٧) وطبقات الشافعية (٢/ ٨١): يخاطب فقيهاً.
(٣) السير (١٥/ ٤٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>