للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعرف أحدا من أهل السنة رآه إلا أحبه ومدحه كثيرا، سمعت محمود بن سلامة الحراني بأصبهان قال: كان الحافظ يصطف الناس في السوق ينظرون إليه، ولو أقام بأصبهان مدة وأراد أن يملكها لملكها.

توفي رحمه الله سنة ستمائة.

[موقفه من المبتدعة:]

- قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: قال الشيخ الموفق: كان رفيقي وما كنا نستبق إلى خير إلا سبقني إليه إلا القليل، وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وقيامهم عليه، ورزق العلم وتحصيل الكتب الكثيرة إلا أنه لم يعمر حتى يبلغ غرضه في روايتها ونشرها. (١)

- وقال ابن النجار: وكان كثير العبادة ورعا متمسكا بالسنة على قانون السلف. (٢)

- وقال الضياء: وكان المبتدعة قد أوغروا صدر العادل على الحافظ وتكلموا فيه عنده وكان بعضهم يقول: ربما يقتله إذا دخل عليه، فسمعت أن بعضهم بذل في قتل الحافظ خمسة آلاف دينار. قال الضياء: سمعت أبا بكر ابن أحمد الطحان يقول: جعلوا الملاهي عند درج جيرون، فجاء الحافظ فكسر كثيرا منها وصعد المنبر، فجاءه رسول القاضي يطلبه ليناظره في الدف والشبابة فقال: ذاك حرام ولا أمشي إليه إن كان له حاجة يجيء هو، قال فعاد الرسول فقال: لا بد من مجيئك قد عطلت هذه الأشياء على السلطان،


(١) التذكرة (٤/ ١٣٧٦) والسير (٢١/ ٤٥٣).
(٢) التذكرة (٤/ ١٣٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>