للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاضي رحمه الله: إن القلب إذا لم يسبق الشر إليه يقبل ما يرد عليه من الخير أشد تقبل، ولم يكن هناك مانع منه، ولا قاطع دونه، وإذا سبق إليه اعتقاد الشر، احتيج في تقبله الخير إلى تكلفه زوال ما قد تمكن فيه، ومشقته في قطع ما قد استولى عليه، ولهذا أمر عليه السلام بأن يؤمر الصبيان بالصلاة لسبع (١)، ليمرنوا عليها ويألفوها، وتسبق إلى قلوبهم حلاوة الإيمان، وتتمكن من أفئدتهم محبة الدين، وهذا حجة لأبي محمد فيما رسمه في هذا الكتاب من تعليم الولدان، ولهذا قال بعض السلف: لا تمكن زائغ القلب من أذنيك، حراسة للقلب أن يطرقه من ذلك ما يخاف أن يعلق به. (٢)

[موقفه من المشركين:]

قال: أما الكلام في نبوته - صلى الله عليه وسلم - وصحة رسالته: فليس من الكلام مع أهل الملة في شيء، وإنما هو كلام مع فرق أهل الكفر الطاعنين على الإسلام وعلى كل ملة، وهم البراهمة وغيرهم ممن ينكر بعث الرسل جملة، ويزعمون أنه محال أن يبعث الصانع جل اسمه رسلا إلى خلقه، وفرق الكتابيين ومن جرى مجراهم من المجوس ومن يقر ببعث الرسل، وينكر بعث نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، مثل اليهود والنصارى وغيرهم. (٣)

[موقفه من الرافضة:]

- قال معلقا على قول ابن أبي زيد: [وأن خير القرون قرن الذين رأوا


(١) أخرجه: أحمد (٢/ ١٨٠و١٨٧) وأبو داود (١/ ٣٣٤/٤٩٥) والحاكم (١/ ١٩٧) من حديث عبد الله بن عمرو.
(٢) شرح عقيدة الإمام مالك الصغير (ص.١٦ - ١٧).
(٣) شرح عقيدة الإمام مالك الصغير (ص.٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>