للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راغب في دين المجوسية، لأن النار معبودهم. وأول ما حدث ذلك في زمن البرامكة فأدخلوا في دين الإسلام ما يموهون به على الطغام، وهو جعلهم الإيقاد في شعبان، كأنه سنة من سنن الإيمان ومقصودهم عبادة النيران، وإقامة دينهم، وهو أخس الأديان، حتى إذا صلى المسلمون، وركعوا وسجدوا، كان ذلك إلى النار التي أوقدوا، ومضت على ذلك السنون والأعصار، وتبعت بغداد فيه سائر الأمصار، هذا مع ما يجتمع في تلك الليلة من الرجال والنساء واختلاطهم، فالواجب على السلطان منعهم، وعلى العالم ردعهم. وإنما شرف شعبان بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصومه، فقد صح الحديث في صيامه - صلى الله عليه وسلم - شعبان كله أو أكثره (١) والله أعلم. (٢)

إسحاق بن محمد العلثي (٣) (٦٣٤ هـ)

إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي الزاهد القدوة أبو الفضل، ويقال: أبو محمد، ابن عم طلحة بن المظفر. سمع من أبي الفتح بن شاتيل، وقرأ بنفسه على ابن كليب وابن الأخضر. وحدث وسمع منه جماعة، وكان قدوة صالحا زاهدا، فقيها عالما، أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر، لا يخاف أحدا إلا الله، ولا تأخذه في الله لومة لائم. أنكر على الخليفة الناصر فمن دونه وواجه الخليفة الناصر وصدعه بالحق. قال ناصح الدين بن الحنبلي: هو


(١) أحمد (٦/ ١٢٨) والبخاري (٤/ ٢٦٧/١٩٧٠) ومسلم (٢/ ٨٠٩ - ٨١١/ ١١٥٦) وأبو داود (٢/ ٨١٣/٢٤٣٤) والنسائي (٤/ ٤٥٩ - ٤٦٠/ ٢١٧٨) وابن ماجه (١/ ٥٤٥ - ٥٤٦/ ١٧١٠).
(٢) الباعث (ص.١٢٦ - ١٢٩).
(٣) ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ٢٠٥) وشذرات الذهب (٥/ ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>