محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، صاحب سبل السلام، يعرف بالأمير كأسلافه، الإمام الكبير المجتهد. ولد سنة تسع وتسعين وألف بكحلان، ثم انتقل مع والده إلى صنعاء -وكان من الفضلاء الزاهدين- وأخذ عن علمائها كالعلامة زيد بن محمد بن الحسن والعلامة صلاح الأخفش وغيرهما. وأخذ عنه الشيخ عبد القادر بن أحمد والشيخ محمد بن إسحاق بن المهدي وأحمد بن محمد قاطن وغيرهم. أصيب رحمه الله بمحن كثيرة من الجهال والعوام.
قال عنه الشوكاني: برع في جميع العلوم، وفاق الأقران، وتفرد برئاسة العلم في صنعاء، وتظهر بالاجتهاد، وعمل بالأدلة، ونفر عن التقليد، وزيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية. وقال: وبالجملة، فهو من الأئمة المجددين لمعالم الدين. وقال العلامة محمد بن إسحاق المهدي فيه أبياتا، منها:
لله درك يا ابن إسماعيلا ... لم تتركن فتى سواك نبيلا
حزت الفخار قليله وكثيره ... هلا تركت من الفخار قليلا
وسلكت نهج الحق وحدك جاعلا ... نور البصيرة لا سواه حليلا
وصرفت عمرك في العبادة والإ ... فادة والإجادة بكرة وأصيلا
توفي رحمه الله سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف.
(١) تاريخ المخلاف السليماني (٤٢٩) وتاريخ المملكة العربية السعودية (٤٤) والأعلام (٦/ ٣٨) والبدر الطالع (٢/ ١٣٣ - ١٣٩) ومعجم المؤلفين (٩/ ٥٦) وأبجد العلوم (٣/ ١٥٦ - ١٥٧).