للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فارقهم- قال: دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خباب ذعرا، يجر رداءه، فقالوا: لم ترع؟ لم ترع؟ مرتين، فقال: والله لقد رعتموني قالوا: أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قالوا: فهل سمعت من أبيك حديثا يحدث به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تحدثناه؟ قال: سمعته يقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنه ذكر فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. قال: فإن أدركتها فكن عبد الله المقتول، قال أيوب: ولا أعلمه إلا قال: ولا تكن عبد الله القاتل، قالوا: أنت سمعت هذا من أبيك، يحدث به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، فقدموه على ضفة النهر، فضربوا عنقه، فسال دمه كأنه شراك ما اخدفر -يعني ما اختلط بالماء الدم- وبقروا أم ولده عما في بطنها. (١)

سهل بن حُنَيْف (٢) (٣٨ هـ)

سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم، أبو عبد الله وأبو ثابت الأنصاري الأوسي العوفي شهد بدرا والمشاهد كلها، ثبت يوم أحد وبايع على الموت، وجعل ينضح بالنبل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نبلوا سهلا فإنه سهل" (٣). وكان عمر يقول: سهل غير حزن. آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين علي. استخلفه


(١) أخرجه أحمد في مسنده (٥/ ١١٠) والطبراني في الكبير (٤/ ٥٩ - ٦١/ ٣٦٢٩ - ٣٦٣١) والآجري في الشريعة (١/ ١٦٥/٨٠) واللفظ له. وأبو يعلى (١٣/ ١٧٦ - ١٧٧/ ٧٢١٥).
(٢) الاستيعاب (٢/ ٦٦٢ - ٦٦٣) والإصابة (٣/ ١٩٨) والسير (٢/ ٣٢٥) وشذرات الذهب (١/ ٤٨) وتهذيب الكمال (١٢/ ١٧١).
(٣) ابن سعد (٣/ ٤٧١) والحاكم (٣/ ٤٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>