إن المرء يظل أسير معتقداته وقناعاته الشخصية -إن كان صادقاً-؛ تتفتق بحسبها أفكاره وتنبعث على وِفقها أقواله وأفعاله، وإراداته، لا يحيد عنها ولا يزيغ، كان حبنا لسنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - ولنهج السلف الصالحين الذي غمر قلوبنا، وملأ أفئدتنا، باعثاً قوياً، وحافزاً مؤثراً في خط الصفحات وكتب هذه المجلدات، فنرجو الله أن نكون كذلك وأن يثبتنا، وأن لا يزيغ قلوبنا.
هذا الحب للنبي - صلى الله عليه وسلم - تمخضت عنه أسباب دفعت لتأليف هذا الكتاب نجمل بعضها فيما يلي:
[السبب الأول: النصح لله ورسوله والمسلمين:]
فرض الله تعالى على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - النصح له عز وجل، ولكتابه، ورسوله، وللمسلمين عامتهم وخاصتهم، حيث حصر الناصح الأمين - صلى الله عليه وسلم - الدين في التناصح على سبيل التنبيه على عظمة النصيحة، فقال:"الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، ثلاثاً. قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله عز وجل، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم"(١).
(١) أخرجه: أحمد (٤/ ١٠٢) ومسلم (١/ ٧٤/٥٥) وأبو داود (٥/ ٢٣٣/٤٩٤٤) والنسائي (٧/ ١٧٦ - ١٧٧/ ٤٢٠٨ و٤٢٠٩) من حديث أبي رقية تميم الداري.