هذا أبو سعيد يقول لهذا الرجل: "لا يؤويني وإياك ما عشت إلا المسجد" لتركه النص وقوله بالرأي، فكيف بنا نحن الآن تضرب نصوص القرآن ونصوص الحديث النبوي والإجماعات المقطوع بها ويطعن في عقائدنا السلفية وتنشر الكتب والمجلات والمقالات والجرائد اليومية والمنشورات العامة والخاصة، ومع هذا كله لا تجد أحدا يحرك ساكنا، وإن تحرك تألب عليه الجميع ووجهت له كل التهم السياسية لأنها هي الرابحة عند المتهمين.
هذا من جهة ومن جهة أخرى، تجدنا مع كل هؤلاء مضاحكين متفكهين كأنه لم يقع شيء. والله المستعان. وأما ابن عباس فقد رجع من فوره إلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما سيأتي ضمن مواقفه رضي الله عنه. (١)
[موقفه من الخوارج:]
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله اعدل. فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل. فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال: دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية: ينظر إلى نصله لا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما