للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقيناه، فدخلنا البلد سالمين. قلت: ولابن عياض مواقف مشهودة، وكان فارس الإسلام في زمانه، لعله بقي إلى بعد الأربعين وخمس مئة، وقام بعده خادمه محمد بن سعد بن مردنيش، استخلفه عند موته على الناس، فدامت أيامه إلى سنة ثمان وستين وخمس مئة.

قال اليسع في تاريخ المغرب -وقد خدم ابن عياض، وصار كاتبا له- فذكر أن ابن عياض التقى البرشلوني، وانتصر المسلمون، فلما انفصل المصاف، قصد المسلمون الماء ليشربوا، وتجرد ابن عياض من درعه، ونحو الخمس مئة من الروم في غابة عند الماء، فالتفت ابن عياض إلى أصحابه أن ارموا الروم بالنبل، فجاءه سهم في فقار ظهره، فأخرج منه بعد قتل أولئك الخمس مئة، وإذا بالسهم قد أصاب النخاع، فوصل مرسية، وتوفي بعد ولايته إياها أربع سنين، ووجد المسلمون لفقده. (١)

الحسين بن إبراهيم الجَوْزَقَانِي (٢) (٥٤٣ هـ)

الإمام الحافظ أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جعفر الهمذاني الجوزقاني، مصنف كتاب الأباطيل. روى عن أبي الغنائم شيرويه الديلمي وابن طاهر المقدسي وحمد بن نصر ويحيى بن مندة وجماعة. حدث عنه عبد الرزاق الجيلي وابن أخته نجيب بن غانم الطيان وغيرهما. قال ابن النجار: كتب وحصل وصنف عدة كتب في علم الحديث، منها كتاب


(١) السير (٢٠/ ٢٣٧ - ٢٣٩).
(٢) السير (٢٠/ ١٧٧ - ١٧٨) وتذكرة الحفاظ (٤/ ١٣٠٨ - ١٣٠٩) والوافي بالوفيات (١٢/ ٣١٥ - ٣١٦) ولسان الميزان (٢/ ٢٦٩ - ٢٧١) وشذرات الذهب (٤/ ١٣٦) وتاريخ الإسلام (حوادث ٥٤١ - ٥٥٠/ص.١٤٠ - ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>