للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه الشهادات، وبدعوه، ونسبوا إليه الزندقة، وأشياء نزهه الله منها. وكان بقي يقول: لقد غرست لهم بالأندلس غرسا لا يقلع إلا بخروج الدجال. (١)

[موقفه من الجهمية:]

- جاء في تاريخ علماء الأندلس: عن أحمد بن فقي قال: سمعت أبا عبيدة يقول: حضرت الشيخ يعني بقيا وقد أتاه خليل (٢) فقال له بقي: أسألك عن أربع، فقال: ما هي؟ قال: ما تقول في الميزان؟ قال: عدل الله، ونفى أن تكون له كفتان، قال: ما تقول في الصراط؟ فقال: الطريق، يريد الإسلام، فمن استقام عليه نجا. فقال له: ما تقول في القرآن؟ فلجلج ولم يقل شيئا، وكأنه ذهب إلى أنه مخلوق، فقال له: فما تقول في القدر؟ فقال: أقول إن الخير من عند الله، والشر من عند الرجل، فقال له بقي: والله لولا حالك لأشرت بسفك دمك، ولكن قم، فلا أراك في مجلسي بعد هذا الوقت. (٣)

القاسم بن محمد البَيَّانِي (٤) (٢٧٦ هـ)

الإمام المجتهد، الحافظ عالم الأندلس أبو محمد القاسم بن محمد بن القاسم بن محمد ابن يسار مولى الخليفة بن عبد الملك، الأموي الأندلسي


(١) السير (١٣/ ٢٩٠ - ٢٩١).
(٢) وهو خليل بن عبد الملك بن كليب المعتزلي القدري، كان صديقا لابن وضاح فلما تبين له أمره هجره. فلما مات قام جماعة من الفقهاء منهم أبو مروان بن أبي عيسى بإخراج كتبه وإحراقها. انظر تاريخ علماء الأندلس (١/ ١٦٥ - ١٦٦).
(٣) تاريخ علماء الأندلس (١/ ١٦٥).
(٤) الديباج المذهب (٢/ ١٤٣ - ١٤٤) والسير (١٣/ ٣٢٧ - ٣٣٠) والتذكرة (٢/ ٦٤٨) وترتيب المدارك (٤/ ٤٤٦ - ٤٤٨) والشذرات (٢/ ١٧٠) وتاريخ علماء الأندلس (١/ ٣٥٥ - ٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>