للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصنف عليه كتاباً يبلغ عدد أوراقه المائتين.

قلت: والصحيح من ذلك أن يقيد الكلام في هذا ولا يطلق على أحد الوجهين. وذلك أن المسلم قد يكون مؤمناً في بعض الأحوال ولا يكون مؤمناً في بعضها، والمؤمن مسلم في جميع الأحوال، فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمناً، وإذا حملت الأمر على هذا استقام لك تأويل الآيات واعتدل القول فيها ولم يختلف عليك شيء منها، وأصل الإيمان التصديق وأصل الإسلام الاستسلام والانقياد، فقد يكون المرء مستسلماً في الظاهر غير منقاد في الباطن، ولا يكون صادق الباطن وغير منقاد في الظاهر. (١)

عبيد الله بن عبد الله النَّضْرِي (٢) (٣٨٨ هـ)

عبيد الله بن المحدث عبد الله بن الحسين النضري، القاضي أبو القاسم المروزي، قاضي نسف. حدث عن أبيه. كان رئيساً فاضلاً، لم يقبل هدية بنسف، وكان في غاية التواضع. ناظر الكرامية وكفرهم بين يدي صاحب غزنة سبكتكين، فقيده وحبسه ثم أطلقه.

توفي رحمه الله سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.

[موقفه من المرجئة:]

جاء في السير: قال جعفر المستغفري: كان أبو القاسم عبد الله بن عبد الله بن الحسين النضري قاضي مرو ونسف صلب المذهب، فدخل


(١) معالم السنن (٤/ ٢٩٠ - ٢٩١).
(٢) الأنساب (٥/ ٥٠٣) والجواهر المضية (٢/ ٤٩٧) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ - ٤٠٠/ص.١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>