للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن عمرو بن العاص (١) (٦٥ هـ)

عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل الإمام الحبر العابد، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن صاحبه، أبو محمد وقيل أبو عبد الرحمن، القرشي السهمي أسلم قبل أبيه. وكان اسمه العاص فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم - بعبد الله. له مناقب وفضائل ومقام راسخ في العلم والعمل، حمل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - علما جما، يبلغ ما أسند سبع مائة حديث. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لم يكن أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر حديثا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب" (٢). روى عن أبيه وأبي بكر وعمر ومعاذ وعبد الرحمن بن عوف وأبي الدرداء وطائفة. وروى عنه ابنه محمد ومواليه: أبو قابوس وإسماعيل وسالم، وحفيده شعيب، وأنس بن مالك وأبو أمامة وخلق كثير. كان صواما قواما حتى رخص له النبي أن يقرأ القرآن في ثلاث ليال، وأن يصوم يوما ويفطر يوما.

ومن أقواله: إن من أشراط الساعة أن توضع الأخيار وترفع الأشرار، ويسود كل قوم منافقوهم. (٣)

ورث عبد الله من أبيه قناطير مقنطرة من الذهب المصري فكان من ملوك الصحابة. اختلف في وفاته ورجح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أنه


(١) السير (٣/ ٧٩ - ٩٤) والاستيعاب (٣/ ٩٥٦) الإصابة (٤/ ١٩٢ - ١٩٤) وطبقات ابن سعد (٤/ ٢٦١ - ٢٦٨) والحلية (١/ ٢٨٣ - ٢٩٢) والوافي (١٧/ ٣٨٠ - ٣٨٢) وشذرات الذهب (١/ ٧٣).
(٢) أحمد (٢/ ٢٤٨ - ٢٤٩) والبخاري (١/ ٢٧٥/١١٣) والترمذي (٥/ ٣٩/٢٦٦٨) وأيضا (٥/ ٦٤٤/٣٨٤١) وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، والنسائي في الكبرى (٣/ ٤٣٤/٥٨٥٣).
(٣) ما جاء في البدع (ص.١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>