للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن الكلام على القدر، وخلق أفعال العباد: قدمنا منه جملا كافية في هذه السورة الكريمة، في الكلام على قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} (١)، ولا يخفى تصريح القرآن بأن الله خالق كل شيء، كما قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (٢) الآية، وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (٢)} (٣). وقال: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (٤)، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)} (٥).

فالإيمان بالقدر خيره وشره الذي هو من عقائد المسلمين جعله الزمخشري يقتضي أن الله شيطان، سبحان الله وتعالى عما يقوله الزمخشري علوا كبيرا. وجزى الزمخشري بما هو أهله. (٦)

[محمد الجزولي (١٣٩٣ هـ)]

من أهل المغرب الأقصى، ولد بالرباط سنة ست وثلاثمائة وألف للهجرة. اشتغل بالقضاء، وله ديوان شعري باسم: 'ذكريات من ربيع الحياة' طبع سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وألف للهجرة.


(١) الزخرف الآية (٢٠).
(٢) الزمر الآية (٦٢).
(٣) الفرقان الآية (٢).
(٤) فاطر الآية (٣).
(٥) القمر الآية (٤٩).
(٦) أضواء البيان (٧/ ٢٩٩ - ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>