للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وغيرهم. وروى عنه خالد بن معدان والقاسم أبو عبد الرحمن وسالم بن أبي الجعد وغيرهم. توفي بالشام سنة ست وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان وهو ابن إحدى وستين سنة.

[موقفه من المشركين:]

عن أبي غالب عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومي أدعوهم إلى الله تبارك وتعالى، وأعرض عليهم شرائع الإسلام، فأتيتهم وقد سقوا إبلهم وأحلبوها وشربوا، فلما رأوني قالوا: مرحبا بالصدي ابن عجلان، ثم قالوا بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل، قلت: لا، ولكن آمنت بالله وبرسوله، وبعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه. فبينا نحن كذلك إذ جاءوا بقصعة دم فوضعوها، واجتمعوا عليها يأكلوها، فقالوا: هلم يا صدي، فقلت: ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزله الله عليه. قالوا: وما ذاك؟ قلت: نزلت عليه هذه الآية {حُرِّمَتْ عليكم الميتة وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخنزير} إلى قوله {إِلًّا مَا ذكيتم} (١) فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون، فقلت لهم: ويحكم ائتوني بشيء من ماء فإني شديد العطش. قالوا: لا، ولكن ندعك تموت عطشا، قال: فاعتممت وضربت رأسي في العمامة ونمت في الرمضاء في حر شديد، فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه، وفيه شراب لم ير الناس


(١) المائدة الآية (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>