كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية

محمد بن شهاب الزهري (١٢٤ هـ) - موقفه من المبتدعة: - ج: 2 - ص: 195

يوما بحديث، فلما قام قمت فأخذت بعنان دابته، فاستفهمته فقال: تستفهمني؟ ما استفهمت عالما قط، ولا رددت شيئا على عالم قط. وكان الزهري يوصف بالعبادة. قال رحمه الله إنما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة. قال الذهبي رحمه الله: بعض من لا يعتد به لم يأخذ عن الزهري لكونه كان مداخلا للخلفاء، ولئن فعل ذلك فهو الثبت الحجة وأين مثل الزهري رحمه الله. قال الزهري: لا يرضى الناس قول عالم لا يعمل، ولا عمل عامل لا يعلم. مات رحمه الله سنة أربع وعشرين ومائة. وقيل سنة خمس وعشرين.

[موقفه من المبتدعة:]

- روى الدارمي بالسند إليه رحمه الله قال: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضا سريعا، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله. (١)

" التعليق:

هذا الإمام الزهري يحكي عن علماء أهل بلده الذين هم أهل المدينة -الصحابة والتابعون- أن الاعتصام بالكتاب والسنة نجاة في الدنيا والآخرة، والابتداع هلاك في الدنيا والآخرة وهذا إجماع من علماء أهل الحق كلهم جزاهم الله خيرا.

---

(١) سنن الدارمي (١/ ٤٥) والإبانة (١/ ٢/٣١٩ - ٣٢٠/ ١٥٩) وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٦٩) وأصول الاعتقاد (١/ ١٠٦/١٣٦) والشريعة (٢/ ١٠٤/٧٦٤) وذم الكلام (ص.٢٠٦) والطرف الأول منه في السير (٥/ ٣٣٧) وانظر مجموع الفتاوى (٤/ ٥٧).