للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن خلكان: كان فقيها فاضلا، أصله من العراق من السندية.

له شعر جيد، منه:

جود الكريم إذا ما كان عن عدة ... وقد تأخر لم يسلم من الكدر

إن السحائب لا تجدي بوارقها ... نفعا إذا هي لم تمطر على الأثر

وما طال الوعد مذموم وإن سمحت ... يداه من بعد طول المطل بالبدر

يا دوحة الجود لا عتب على رجل ... يهزها وهو محتاج إلى الثمر

توفي رحمه الله يوم الخميس ثالث شهر ربيع الآخر عام عشر وستمائة بالسلامية.

[موقفه من الصوفية:]

جاء في البداية والنهاية: من شعره، في شيخ له زاوية، وفي أصحابه يقال له مكي:

ألا قل لمكي قول النصوح ... وحق النصيحة أن تستمع

متى سمع الناس في دينهم ... بأن الغنا سنة تتبع

وأن يأكل المرء أكل البعير ... ويرقص في الجمع حتى يقع

ولو كان طاوي الحشا جائعا ... لما دار من طرب واستمع

وقالوا: سكرنا بحب الإله ... وما أسكر القوم إلا القصع

كذاك الحمير إذا أخصبت ... يهيجها ريها والشبع

تراهم يهزوا لحاهم إذا ... ترنم حاديهم بالبدع

فيصرخ هذا وهذا يئن ... و «يس» لو تليت ما انصدع (١)


(١) البداية والنهاية (١٣/ ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>