للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواياته لا طريق له إلا حدثنا وأخبرنا، فإنكار حدثنا وأخبرنا إنكار لدين الله، فلهذا أغلظ له هذا الإمام القول ووصفه بوصف الكفر. وإطلاق الكفر على الإنسان فيه تفصيل، فمن جحد أو كذب أو رد أو كره أو ذم أو سب أو شتم وكل ما فيه قدح للإسلام أو النبوة أو الرسالة أو القرآن أو السنة مع العلم وإقامة الحجة فكفر مخرج عن الملة.

[موقفه من الجهمية:]

- جاء في الفتح: ومن طريق أبي بكر الصبغي قال: مذهب أهل السنة في قوله {الرحمن على العرش استوى} (١) قال بلا كيف والآثار فيه عن السلف كثيرة، وهذه طريقة الشافعي وأحمد بن حنبل. (٢)

- وفيه: وقد أملى أبو بكر الصبغي الفقيه أحد الأئمة من تلامذته ابن خزيمة اعتقاده وفيه لم يزل الله متكلماً ولا مثل لكلامه لأنه نفى المثل عن صفاته كما نفى المثل عن ذاته، ونفى النفاد عن كلامه كما نفى الهلاك عن نفسه، فقال: {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} (٣) وقال: {كل شَيْءٍ هَالِكٌ إِلًّا وَجْهَهُ} (٤) فاستصوب ذلك ابن خزيمة ورضي به. (٥)

- قال البيهقي: ما جاء في قول الله عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ في


(١) طه الآية (٥).
(٢) الفتح (١٣/ ٤٠٧).
(٣) الكهف الآية (١٠٩).
(٤) القصص الآية (٨٨).
(٥) الفتح (١٣/ ٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>