للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في الميزان (١): لا يحل الأخذ عنه؛ فإنه منجم ساحر.

[موقف السلف من أبي حيان التوحيدي (في حدود ٤٠٠ هـ)]

بيان زندقته:

لم يتمالك ابن السبكي أعصابه في ترجمة أبي حيان، فشن حملة على الإمام الذهبي لطعنه وتشنيعه على هذا الزنديق، مع أن الذهبي مسبوق بأئمة فحول ذكروا زندقة هذا الضال. ومن أشهرهم ابن الجوزي، وابن بابي في الخريدة والفريدة وغيرهما ولكن على عادته يتخبط تخبط الحاقد الذي يشتعل ناراً حتى أدت به الوقاحة إلى التجرؤ بالقول بأن علماء الحديث كانوا أشاعرة. وهذا من البهتان والكذب. وما أثبتناه في هذا البحث المبارك يبين أن لا علاقة لهم بالأشعرية، بل المحدثون حاربوا الأشعرية في وقتها المبكر، وما نحن بالبعيدين عن قصة أبي الحسن مع البربهاري (٢)، وسيمر بنا إن شاء الله فحول تصدوا لها تصدياً.

قال الذهبي رحمه الله: الضال الملحد أبو حيان علي بن محمد بن العباس، البغدادي الصوفي، صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية، ويقال: كان من أعيان الشافعية.

قال ابن بابي في كتاب الخريدة والفريدة: كان أبو حيان هذا كذاباً،


(١) (٣/ ١٣٢).
(٢) انظر مواقف البربهاري من الجهمية سنة (٣٢٩هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>