للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالسائر على غير طريق، والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم طلبا لا يضر بترك العبادة، واطلبوا العبادة طلبا لا يضر بترك العلم؛ فإن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا (١) -يعني: الخوارج-، والله أعلم؛ لأنهم قرؤوا القرآن، ولم يتفهموا، حسبما أشار إليه الحديث: يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم. (٢)

- وقال أبو هلال: كنت عند قتادة، فجاء الخبر بموت الحسن، فقلت: لقد كان غمس في العلم غمسة، قال قتادة: بل نبت فيه وتحقبه وتشربه، والله لا يبغضه إلا حروري. (٣)

[موقفه من المرجئة:]

- قال أبو حيان البصري سمعت الحسن يقول: لا يصح القول إلا بعمل ولا يصح قول وعمل إلا بنية ولا يصح قول وعمل ونية إلا بالسنة. (٤)

- وجاء في الإبانة: عن عبد الملك بن جدان أن عبد الواحد بن زيد والحسن دخلا المسجد يوم الجمعة فجلسا فدمعت عين الحسن، فقال عبد الواحد: يا أبا سعيد ما يبكيك؟ فقال: أرى قولا ولا أرى فعلا، معرفة بلا يقين أرى رجالا ولا أرى عقولا أسمع أصواتا ولا أرى أنيسا دخلوا ثم


(١) الاعتصام (٢/ ٦٨٢) وهو في جامع بيان العلم (١/ ٥٤٥).
(٢) أحمد (١/ ٤٠٤) والترمذي (٤/ ٤١٧ - ٤١٨/ ٢١٨٨) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وابن ماجه (١/ ٥٩/١٦٨) من حديث عبد الله بن مسعود.
(٣) السير (٤/ ٥٧٣ - ٥٧٤) وابن سعد في الطبقات (٧/ ١٧٤).
(٤) أصول الاعتقاد (١/ ٦٣/١٨) والإبانة (٢/ ٨٠٣/١٠٩٠) والشريعة (١/ ٢٨٧/٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>