بن منصور، وأحمد بن حنبل وخلق كثير، وعدتهم مائتان وعشرون رجلا. أخرج عنهم في 'الصحيح' وشيوخ آخرين في غيره، روى عنه الترمذي، وإبراهيم بن محمد الفقيه وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن سلمة الحافظ، وابن خزيمة، والحافظ أبو عوانة ونصر بن أحمد الحافظ، وغيرهم. قال أحمد ابن سلمة: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما. وقال أبو قريش الحافظ: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور وعبد الله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى. وقال الحسين بن محمد الماسرجسي: سمعت أبي يقول: سمعت مسلما يقول: صنفت هذا 'المسند الصحيح' من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة. وقد صنف رحمه الله الكثير من المصنفات الحديثية منها: 'الأسماء والكنى' و'العلل' و'الطبقات' وغيرها. توفي رحمه الله في شهر رجب سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور عن بضع وخمسين سنة.
[موقفه من المبتدعة:]
- لقد أبدى مسلم في صحيحه، براعة فائقة في الرد على المبتدعة، فكان أول كتاب افتتح به صحيحه بعد المقدمة التي ضمنها مدخلا لدراسة السنة عموما، وكتابه على الخصوص، كتاب (الإيمان)، ساق فيه من الأحاديث ما فيه رد على المرجئة والجهمية والخوارج والمعتزلة. فساق من الأحاديث الكثيرة ما يدل على زيادة الإيمان ونقصانه. وساق من أحاديث الشفاعة وعذاب القبر ودخول عصاة الموحدين إلى الجنة، ما يرد به على الخوارج والمعتزلة ومن أحاديث إثبات الرؤية لله عز وجل يوم القيامة، كما