سكن سوسة في آخر عمره وبها مات. روى عنه سعيد بن عثمان الأعناقي وإبراهيم بن نصر ومحمد بن مسرور وطائفة. قال القاضي أبو الوليد: كان فقيها، حافظا للرأي، ثقة ضابطا لكتبه. قال ابن حارث: كان يحيى متقدما في الحفظ، وسكن القيروان، فشرفت بها منزلته عند العامة والخاصة ورحل الناس إليه لا يروون المدونة والموطأ إلا عنه. قال ابن اللباد: كان من أهل الصيام والقيام، مجاب الدعوة. وقال أبو العباس الأبياني: ما رأيت مثل يحيى بن عمر في علمه وزهده ودعائه وبكائه، فالوصف -والله- يقصر عن ذكر فضله. قال يحيى الكانشي: أنفق يحيى بن عمر في طلب العلم ستة آلاف دينار. من مؤلفاته: 'الرد على الشافعي' و'المنتخبة اختصار المستخرجة' و'الميزان' و'الرؤية' و'الرد على الشكوكية' و'الرد على المرجئة' وغيرها كثير. توفي رحمه الله تعالى في ذي الحجة سنة تسع وثمانين ومائتين، وعمره ست وسبعون سنة.
[موقفه من الصوفية:]
- جاء في معالم الإيمان: كان هناك مسجد في مكان قرب القيروان يسمى "مسجد السبت" لأن المتصوفة كانوا يجتمعون فيه في كل سبت، ويذكرون فيه الذكر البدعي، وينشدون الأشعار الصوفية ويخشعون بزعمهم. وكان هذا الإمام شديد الإنكار عليهم ويقول: يا قوم هذا القرآن يتلى والأحاديث النبوية ولا متعظ، ويسمع بيتا من شعر فيبكي، هذا عجب.