هو الإمام العلامة المحدث الحافظ المفتي، شيخ الإسلام شرف المعمرين، أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، ويلقب جده أحمد بسِلَفَة، وهو الغليظ الشفة، ولد الحافظ أبو طاهر سنة خمس وسبعين وأربعمائة أو قبلها بسنة. كان إماما مقرءا، محمودا، ومحدثا، حافظا، جهبذا، وفقيها متقنا، ونحويا ماهرا، ولغويا محققا، ثقة فيما ينقله، حجة، ثبتا، انتهى إليه علو الإسناد في البلاد. سمع الحديث الكثير ورحل في طلبه إلى الآفاق، ومن شيوخه محمد بن عبد الرحمن المديني، وأحمد بن عبد الرحمن اليزدي، وأبو مسعود محمد بن عبد الله السوذرجاني وغيرهم، وجالس في الفقه إلكيا الهراسي، وأخذ الأدب عن أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي، وبقي في الرحلة ثمانية عشر عاما، يكتب الحديث والفقه والأدب، ثم استوطن الإسكندرية إلى أن مات. وحدث عنه الحافظ ابن طاهر المقدسي وعبد الغني المقدسي وعمر بن عبد المجيد الميانشي وغيرهم.
قال ابن السمعاني: هو ثقة ورع، متقن، متيقظ، حافظ، فهم، له حفظ من العربية، كثير الحديث، حسن الفهم والبصيرة فيه. وقال الحافظ عبد القادر الرهاوي: وكان له عند ملوك مصر الجاه والكلمة النافذة مع مخالفة لهم في المذهب. وتوفي سنة ست وسبعين وخمسمائة.
(١) السير (٢١/ ٥ - ٣٩) والكامل في التاريخ (١١/ ١٩١) ووفيات الأعيان (١/ ١٠٥) وتذكرة الحفاظ (٤/ ١٢٩٨) وميزان الاعتدال (١/ ١٥٥) والوافي بالوفيات (٧/ ٣٥١) والبداية والنهاية (١٢/ ٣٢٨) واللسان (١/ ٢٩٩) وتاريخ الإسلام (حوادث ٥٧١ - ٥٨٠/ص.١٩٥ - ٢٠٧).