للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد بلوت الناس ثم سبرتهم ... وخبرت ما وصلوا من الأسباب

فإذا القرابة لا تقرب قاطعا ... وإذا المودة أكبر الأنساب

ومنها:

إن الكريم ليخفي عنك عسرته ... حتى تراه غنيا وهو مجهود

وللبخيل على أموالهم علل ... زرق العيون عليها أوجه سود

بث النوال ولا يمنعك قلته ... فكل ما سد فقرا فهو محمود

توفي سنة تسع عشرة ومائتين.

[موقفه من الجهمية:]

روى ابن بطة في الإبانة بسنده إلى أبي علي محمد بن سعيد بن الحسن قال: دخل العتابي على المأمون، وعنده بشر المريسي، فقال المأمون: ناظر بشرا في الرأي؟

فقال العتابي: يا أمير المؤمنين الإيناس قبل ... (١) فإنه لا يحمد المرء في أول وهلة على صوابه، ولا يذم على خطأه، لأنه بين حالين من كلام قد هيأه أو حصر، ولكنه يبسط بالمؤانسة، ويبحث بالمثاقبة، فقال له: ناظر بشرا في الرأي، فقال العتابي: يا أمير المؤمنين إن لأهل الرأي أغاليط وأغاليق واختلافا في آرائهم، وأنا واصف لأمير المؤمنين ما أعتقده من ذلك، لعل صفتي تأتي على ما يحاول أمير المؤمنين، إن أمر الديانة أمران:

أحدهما لا يرد إلا جحدا لأنه القرآن، وهو الأصل المعروض عليه كل


(١) في هامش الإبانة كلمة غير واضحة لعلها المناظرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>