للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك العادل نور الدين محمود (١) (٥٦٩ هـ)

صاحب الشام، الملك العادل، نور الدين، ناصر أمير المؤمنين، تقي الملوك، ليث الإسلام، أبو القاسم، محمود بن الأتابك. ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة. تملك حلب بعد وفاة أبيه، وكان نور الدين حامل رايَتَي العدل والجهاد، قل أن ترى العيون مثله، حاصر دمشق ثم تملكها، وافتتح حصونا كثيرة، وهزم الفرنج مرات عديدة، وأظهر السنة بحلب وقمع الرافضة، وبنى المدارس والمساجد، وأبطل المكوس، وأنصف الرعية، ووقف على الضعفاء والأيتام والمجاورين، وأمر بتكميل سور المدينة النبوية، واستخراج العين بأُحُد، دفنها السيل، ووقف كتبا كثيرة مثمنة.

وكان بطلا شجاعا، وافر الهيبة، ذا تعبد وخوف وورع، وكان يتعرض للشهادة، سمعه كاتبه أبو اليسر يسأل الله أن يحشره من بطون السباع وحواصل الطير، وكان يميل إلى التواضع وحب العلماء والصلحاء، وكان زاهدا عابدا، متمسكا بالشرع، مجاهدا، له من المناقب ما يستغرق الوصف.

توفي رحمه الله سنة تسع وستين وخمسمائة.

[موقفه من المشركين والرافضة:]

- جاء في البداية والنهاية: وأظهر ببلاده السنة وأمات البدعة، وأمر


(١) السير (٢٠/ ٥٣١ - ٥٣٩) والمنتظم (١٨/ ٢٠٩ - ٢١٠) والكامل في التاريخ (١١/ ٤٠٢ - ٤٠٥) ووفيات الأعيان (٥/ ١٨٤ - ١٨٩) البداية (١٢/ ٢٩٧ - ٣٠٦) وشذرات الذهب (٤/ ٢٢٨ - ٢٣١) وتاريخ الإسلام (حوادث ٥٦١ - ٥٧٠/ص.٣٧٠ - ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>