للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو بن العاص (١) (٤٣ هـ)

عمرو بن العاص بن وائل أبو عبد الله ويقال أبو محمد، السهمي، داهية قريش، ورجل العالم ومن يضرب به المثل في الفطنة والدهاء والحزم. أسلم قبل الفتح سنة ثمان وهاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. فعن إبراهيم النخعي قال: عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لواء لعمرو على أبي بكر وعمر وسراة أصحابه. قال الثوري: أراه قال: في غزوة ذات السلاسل. وروي عنه أنه قال: فوالله إني لأشد الناس حياء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ملأت عيني منه ولا راجعته. وقال: بعث إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "خذ عليك ثيابك وسلاحك، ثم ائتني، فأتيته وهو يتوضأ فصعد فيَّ البصر، وصوبه فقال: إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك رغبة صالحة من المال" قلت: يا رسول الله. ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، ولأن أكون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: يا عمرو، نعما بالمال الصالح للرجل الصالح" (٢). وقال رضي الله عنه: ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكن هو الذي يعرف خير الشرين. وكان يقول رضي الله عنه حين وفاته: اللهم لا بريء فأعتذر ولا عزيز فأنتصر، وإن لا تدركني منك رحمة، أكن من الهالكين. توفي رضي الله عنه عام ثلاث وأربعين.


(١) طبقات ابن سعد (٤/ ٢٥٤ - ٢٦١) و (٧/ ٤٩٣ - ٤٩٤) والإصابة (٤/ ٦٥٠ - ٦٥٤) والاستيعاب (٣/ ١١٨٤ - ١١٩١) والبداية (٨/ ٢٥ - ٢٧) والعقد الثمين (٦/ ٣٩٨ - ٤٠٦) وتهذيب التهذيب (٨/ ٥٦ - ٥٧) ومستدرك الحاكم (٣/ ٤٥٢ - ٤٥٥) والمعرفة والتاريخ (١/ ٣٢٣) والكامل لابن الأثير (٣/ ٢٧٤ - ٢٧٦) والسير (٣/ ٥٤ - ٧٧) وشذرات الذهب (١/ ٥٣).
(٢) أحمد (٤/ ١٩٧) والبخاري في الأدب المفرد (٢٩٩) والطبراني في الأوسط (٤/ ١٣٠/٣٢١٣) وأبو يعلى (١٣/ ٣٢٠ - ٣٢٢/ ٧٣٣٦) والقضاعي في مسند الشهاب (٢/ ٢٥٩/١٣١٥) ابن حبان (٨/ ٧/٣٢١١) الحاكم (٢/ ٢) وقال: "صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي". وذكره الهيثمي في المجمع (٩/ ٣٥٥ - ٣٥٦) وقال: "رواه أحمد وقال: ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>