للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عمرو فقلت له: أنت من بقية أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد جعل الله عندك علما، وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم، ويشهدون عليهم بالضلالة. فقال لي: أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقليد من ذهب وفضة، فجعل يقسمها بين أصحابه، فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل. فقال: ويحك من يعدل عليه بعدي. فلما ولّى قال: ردوه رويدا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن في أمتي أخا لهذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرجوا فاقتلوهم ثلاثا. (١)

[موقفه من القدرية:]

- جاء في الإبانة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: من كان يزعم أن مع الله قاضيا أو رازقا أو يملك لنفسه ضرا أو نفعا؛ فأخرس الله لسانه وجعل صلواته هباء، وقطع به الأسباب، وأكبه على وجهه في النار. وقال: إن الله عز وجل خلق الخلق وأخذ منهم الميثاق وكان عرشه على الماء. (٢)

- وفيها: عن معن بن عبد الرحمن بن سعوة عن أبيه عن جده أنه لقي عبد الله بن عمرو؛ قال: قلت: ما تقول في الناس؟ قال: يعملون لما خلقوا له، قال: وكيف ذاك؟ قال: لا يستطيعون إلا ذاك، كتب عليهم رقع رقع، إن


(١) الحاكم (٢/ ١٤٥) والسنة لابن أبي عاصم (٢/ ٤٥٥/٩٣٤) والمسند للبزار (٢/ ٣٥٩ - ٣٦٠/ ١٨٥٠ كشف الأستار)، وذكره الهيثمي في المجمع (٦/ ٢٢٨) وقال: "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح". وقال الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار (٢/ ٥٤ - ٥٥/ ١٤٠٨): "رجاله من أهل الصحيح".
(٢) الإبانة (٢/ ٩/١٦٦/ ١٦٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>