للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقيموه حتى ينادي على نفسه، وحرمه عطاءه، وأمر بهجرته، فلم يزل وضيعاً في الناس.

وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قتل بالكوفة في صحراء أحد عشر جماعة ادعوا أنه إلههم، خد لهم في الأرض أخدوداً، وحرقهم بالنار، وقال:

لما سمعت القول قولاً منكرا ... أججت ناري ودعوت قنبرا

وهذا عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطأة في شأن القدرية: تستتيبهم فإن تابوا وإلا فاضرب أعناقهم.

وقد ضرب هشام بن عبد الملك عنق غيلان وصلبه بعد أن قطع يده، ولم يزل الأمراء بعدهم في كل زمان يسيرون في أهل الأهواء إذا صح عندهم ذلك عاقبوه على حسب ما يرون، لا ينكره العلماء. (١)

[موقفه من المشركين:]

- قال محمد بن الحسين: من تصفح أمر هذه الأمة من عالم عاقل، علم أن أكثرهم -العام منهم- يجري أمورهم على سنن أهل الكتابين، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢)، وعلى سنن كسرى وقيصر، وعلى سنن أهل الجاهلية، وذلك مثل السلطنة وأحكامهم وأحكام العمال والأمراء وغيرهم، وأمر المصائب والأفراح والمساكن واللباس والحلية، والأكل والشرب والولائم، والمراكب


(١) الشريعة (٣/ ٥٨٥).
(٢) أحمد (٣/ ٨٤) والبخاري (٦/ ٦١٣/٣٤٥٦) ومسلم (٤/ ٢٠٥٤/٢٦٦٩) عن أبي سعيد. وفي الباب عن أبي هريرة وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>