للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهجرتهم، وأن لا يكلموا، وطردهم حتى نزلت توبتهم من الله عز وجل (١)، وهكذا قصة حاطب بن أبي بلتعة لما كتب إلى قريش يحذرهم خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهجرته وطرده، فلما أنزل الله توبته فعاتبه الله تعالى على فعله فتاب عليه (٢)، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل العمل الحب في الله والبغض في الله" (٣). وضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لصبيغ، وبعث إلى أهل البصرة أن لا يجالسوه، قال: فلو جاء إلى حلقة ما هي قاموا وتركوه. (٤)

- وقال رحمه الله: ينبغي لإمام المسلمين ولأمرائه في كل بلد إذا صح عنده مذهب رجل من أهل الأهواء ممن قد أظهره أن يعاقبه العقوبة الشديدة، فمن استحق منهم أن يقتله قتله، ومن استحق أن يضربه ويحبسه وينكل به فعل به ذلك، ومن استحق أن ينفيه نفاه، وحذر منه الناس.

فإن قال قائل: وما الحجة فيما قلت؟

قيل: ما لا تدفعه العلماء ممن نفعه الله عز وجل بالعلم، وذلك أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه جلد صبيغاً التميمي، وكتب إلى عماله: أن


(١) رواه: أحمد (٣/ ٤٥٦ - ٤٥٩) والبخاري (٨/ ١٤٢ - ١٤٥/ ٤٤١٨) ومسلم (٤/ ٢١٢٠ - ٢١٢٨/ ٢٧٦٩) هكذا مطولا. وأخرج بعضا منه: أبو داود (٥/ ٧ - ٨/ ٤٦٠٠) والترمذي (٥/ ٢٦٣ - ٢٦٤/ ٣١٠٢) والنسائي (٢/ ٣٨٦/٧٣٠).
(٢) لم أقف عليه بهذا اللفظ. وقصة حاطب في الصحيحين: البخاري (٨/ ٨١٧/٤٨٩٠) ومسلم (٤/ ١٩٤١ - ١٩٤٢/ ٢٤٩٤) وغيرهما دون الأمر بهجره.
(٣) أخرجه: أحمد (٥/ ١٤٦) وأبو داود (٥/ ٦ - ٧/ ٤٥٩٩). وفيه يزيد بن عطاء ويزيد بن أبي زياد، وهما ضعيفان. وفيه أيضاً الرجل المبهم. لكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن. قال الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (١٧٢٨) بعد أن ذكر بعض الشواهد للحديث: "فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل. والله أعلم".
(٤) الشريعة (٣/ ٥٧٤ - ٥٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>