عبد الله بن وهب بن مسلم، الإمام شيخ الإسلام أبو محمد الفهري، ولد سنة خمس وعشرين ومائة، طلب العلم وله سبع عشرة سنة. روى عن ابن جريج ويونس بن يزيد وحيوة بن شريح وغيرهم. روى عنه الليث بن سعد شيخه وعبد الرحمن بن مهدي وأصبغ وسحنون وغيرهم. لقي بعض صغار التابعين، وكان من أوعية العلم، ومن كنوز العمل، ما دون العلم أحد تدوينه، قرأ على نافع. قال أحمد بن صالح الحافظ: حدث ابن وهب بمائة ألف حديث، ما رأيت أحدا أكثر حديثا منه، وقع عندنا سبعون ألف حديث عنه. قال الذهبي: كيف لا يكون من بحور العلم وقد ضم إلى علمه علم مالك والليث ويحيى بن أيوب وعمرو بن الحارث وغيرهم. كان يكتب إليه مالك: إلى عبد الله بن وهب مفتي أهل مصر. قال أبو طاهر بن عمرو: جاءنا نعي ابن وهب ونحن في مجلس سفيان بن عيينة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أصيب به المسلمون عامة، وأصبت به خاصة.
مات في شعبان سنة سبع وتسعين ومائة.
[موقفه من القدرية:]
له رسالة في (القدر وما ورد في ذلك من الآثار) بحث فيها الموضوع بحثا وافيا، بين فيه منهج أهل السنة في القضاء والقدر.
(١) السير (٩/ ٢٢٣ - ٢٣٤) وطبقات ابن سعد (٧/ ٥١٨) والعبر (١/ ١٦٢) وتهذيب الكمال (١٦/ ٢٧٧ - ٢٨٧) والنجوم الزاهرة (٢/ ٥٥) وشذرات الذهب (١/ ٣٤٧ - ٣٤٨).