للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقفه من المرجئة:]

- قال رحمه الله: الدين والإيمان يشمل القيام بأصول الإيمان الستة، وشرائع الإسلام الخمس، وحقائق الإحسان التي هي أعمال القلوب التي أصلها الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك"، كما هو مذكور في حديث جبريل (١).

ويترتب على هذا أن المؤمنين ثلاثة أقسام:

سابقون بالخيرات، وهم الذين حققوا هذه الأمور ظاهرا وباطنا، وقاموا بواجبها ومستحبها.

ومقتصدون، وهم الذين اقتصروا على فعل الواجبات وترك المحرمات.

وظالمون لأنفسهم، وهم الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا.

ويترتب على هذا أن الإيمان يزيد بزيادة هذه الأمور كثرة وجودة، وينقص بنقص شيء منها، ويترتب على هذا أيضا أن العبد يكون فيه خير وشر وأسباب ثواب وأسباب عقاب، وخصال كفر ونفاق وخصال إيمان.

ويتفرع على هذا أنه يستحق من المدح والذم، ومن الثواب والعقاب، بمقدار ما قام به من هذه الأمور المقتضية لآثارها من ثواب وعقاب، ومدح وقدح، وهذا مقتضى حكمة الله وعدله وفضله. (٢)

- وقال رحمه الله: في (الصحيحين) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأعلاها أو أفضلها قول: لا إله إلا


(١) تقدم خريجه ضمن مواقف محمد بن أسلم الطوسي سنة (٢٤٢هـ).
(٢) مجموع الفوائد (١٦ - ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>