للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلف التي تقول أن الله في كل مكان خسيسا كان أم نفيسا، أو أن الله ليس فوقا ولا تحتا، ولا يمينا ولا شمالا ولا أماما ولا خلفا ولا هو داخل العالم ولا خارجه. وهذه صفات المعدوم والعياذ بالله تعالى من الكفر والضلال. فما أهدى عقيدة السلف الصالح! كيف لا والسلف الصالح هم محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والقرون الخيرة التي شهد لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخيرية. فنحن نؤمن يقينا أن ذات الله في السماء أي فوق السماء، وفوق العرش وفوق الكرسي، بلا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل ولا تجسيم. إنها فوقية حقيقية تليق بجلاله وعظمته. وهو مع خلقه جميعا في صفاته العلى أينما كانوا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. (١)

- وقال عند قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (٢): ويد الله صفة له، معلومة الحقيقة، مجهولة الكيفية، لا هي نعمته ولا قدرته، إنما هي يده صفة له حقيقة لا كالأيدي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} (٣) يد تليق بجلاله وعظمته تعالى وتقدس. (٤)

[موقفه من القدرية:]

قال رحمه الله: لا شك ولا ريب أنه لا راد لإرادة الله تعالى فالذي لا


(١) هامش تيسير العلي القدير (٤/ ٤٠٢).
(٢) الفتح الآية (١٠).
(٣) الشورى الآية (١١).
(٤) هامش تيسير العلي القدير (٤/ ١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>