للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: اشتغلوا بتعلم شيء، ولا يغرنكم كلام الصوفية، فإني كنت أخبئ محبرتي في جيب مرقعي، والورق في حجزة سراويلي، وأذهب في الخفية إلى أهل العلم، فإذا علموا به خاصموني، وقالوا: لا يفلح، ثم احتاجوا إلي. (١)

[موقفه من المبتدعة والرافضة والجهمية والخوارج والمرجئة والقدرية:]

معتقده:

قال الإمام أبو عبد الله محمد بن خفيف في كتابه الذي سماه 'اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات' قال في آخر خطبته: فاتفقت أقوال المهاجرين والأنصار في توحيد الله عز وجل، ومعرفة أسمائه وصفاته وقضائه، قولاً واحداً وشرعاً ظاهراً، وهم الذين نقلوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك حتى قال: «عليكم بسنتي» (٢) وذكر الحديث. وحديث «لعن الله من أحدث حدثاً» (٣) قال: فكانت كلمة الصحابة على الاتفاق من غير اختلاف -وهم الذين أمرنا بالأخذ عنهم إذ لم يختلفوا بحمد الله تعالى في أحكام التوحيد وأصول الدين من الأسماء والصفات كما اختلفوا في الفروع، ولو كان منهم في ذلك اختلاف منهم لنقل إلينا، كما نقل سائر الاختلاف- فاستقر صحة


(١) السير (١٦/ ٣٤٦).
(٢) أخرجه: أحمد (٤/ ١٢٦) وأبو داود (٥/ ١٣/٤٦٠٧) والترمذي (٥/ ٤٣/٢٦٧٦) وقال: "حسن صحيح". وابن ماجه (١/ ١٦/٤٣) والحاكم (١/ ٩٥ - ٩٦) وقال: "صحيح ليس له علة" ووافقه الذهبي.
(٣) أخرجه: أحمد (١/ ١١٩) مختصراً، والبخاري (١٣/ ٣٤١ - ٣٤٢/ ٧٣٠٠) ومسلم (٢/ ١١٤٧/١٣٧٠) وأبو داود (٢/ ٥٢٩ - ٥٣٠/ ٢٠٣٤) والترمذي (٤/ ٣٨١ - ٣٨٢/ ٢١٢٧) والنسائي (٨/ ٣٨٧ - ٣٨٨/ ٤٧٤٨) وابن ماجه (٢/ ٨٨٧/٢٦٥٨) مختصراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>