صار إماما من أئمته، يقصده الطلاب من أدنى البلاد وأقصاها. وفي عام أربع وستين ومائتين وألف من الهجرة قدم الشيخ إلى الرياض، فبدأ بنشر الدعوة السلفية القائمة على توحيد العبادة وخلوصها من أنواع الشرك، كما دعت إليها الرسل عليهم السلام.
قال صاحب الدرر السنية: أدرك مقام الأئمة الكبار، وناسب قيامه من بعض الأمور مقام الصديقين، وأما شجاعته فبها تضرب الأمثال، وببعضها يتشبه الأكابر الأبطال، فلقد أقامه الله في نصرة دينه والتقاء أعباء الأمر بنفسه. وقال فيه الشيخ سليمان بن سحمان:
فعبد اللطيف الحبر أوحد عصره ... إمام هدى قد كان لله داعيا
لقد كان فخرا للأنام وحجة ... وثقلا على الأعداء عضبا يمانيا
إماما سما مجدا إلى المجد وارتقى ... وحل رواق المجد إذ كان عاليا
تصدى لرد المنكرات وهد ما ... بنته عداة الدين من كان طاغيا
أخذ عنه ابنه الشيخ عبد الله والشيخ إسحاق والشيخ حسن بن حسين آل الشيخ وغيرهم.
توفي رحمه الله في مدينة الرياض سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف.
[موقفه من المبتدعة:]
عاش رحمه الله فترة تغلب الدولة العثمانية على ديار نجد، فكان هذا الإمام في مصر مدة طويلة قضاها كلها في طلب العلم والدعوة إلى العقيدة السلفية، فلم يذب في عقائد المصريين الباطلة، بل كان الداعية إلى عقيدة السلف، وله مواقف مشرفة سجلها المؤرخون له في كتبهم، وستبقى له ذخرا