للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك ربما كان المصيب فيما خالفه فيه؟ فإن أجاز الفتوى لمن جهل الأصل والمعنى لحفظه الفروع لزمه أن يجيزه للعامة، وكفى بهذا جهلا وردا للقرآن وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (١) وقال: {أتقولون عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٢٨)} (٢) وقد أجمع العلماء على أن ما لم يتبين ولم يتيقن فليس بعلم وإنما هو ظن والظن لا يغني من الحق شيئا. (٣)

[موقفه من الرافضة:]

- قال ابن عبد البر: وكل من أحدث في الدين ما لا يرضاه الله ولم يأذن به الله، فهو من المطرودين عن الحوض، المبعدين عنه -والله أعلم، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين، وفارق سبيلهم مثل الخوارج على اختلاف فرقها، والروافض على تباين ضلالها، والمعتزلة على أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم يبدلون. (٤)

- قال أبو عمر: الخلفاء الراشدون المهديون: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وهم أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (٥)

- قال أبو عمر: ومن أوكد آلات السنن المعينة عليها، والمؤدية إلى حفظها، معرفة الذين نقلوها عن نبيهم - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس كافة، وحفظوها عليه،


(١) الإسراء الآية (٣٦).
(٢) الأعراف الآية (٢٨).
(٣) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٩٩٤ - ٩٩٦).
(٤) التمهيد (٢٠/ ٢٦٢) وانظر فتح البر (١/ ٢٠٠ - ٢٠١).
(٥) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>