الأمير العادل عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب، أبو العباس الخزاعي، حاكم خراسان وما وراء النهر. ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، وتأدب وتفقه وسمع من وكيع ويحيى بن الضريس والمأمون، روى عنه إسحاق ابن راهويه ونصر بن زياد القاضي وأحمد بن سعيد الرباطي وآخرون.
قلده المأمون مصر والمغرب ثم خراسان، وكان أحد الأجواد الممدحين والسمحاء المذكورين. قال ابن خلكان: كان ابن طاهر شهما نبيلا، عالي الهمة. وعن سهل بن ميسرة أن جيران دار عبد الله بن طاهر أمر بإحصائهم، فبلغوا أربعة آلاف نفس، فكان يقوم بمؤنتهم وكسوتهم، فلما خرج إلى خراسان، انقطعت الرواتب من المؤنة، وبقيت الكسوة مدة حياته.
وعن محمد بن الفضل أن ابن طاهر لما افتتح مصر ونحن معه، سوغه المأمون خراجها، فصعد المنبر، فلم ينزل حتى أجاز بها كلها، وهي ثلاثة آلاف ألف دينار أو نحوها. قال الذهبي: كان ابن طاهر عادلا في الرعية، عظيم الهيبة، حسن المذهب. توفي رحمه الله بمرو في ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين، وله ثمان وأربعون سنة.
[موقفه من المرجئة:]
عن أحمد بن سعيد الرباطي قال: قال لي عبد الله بن طاهر، يا أحمد إنكم تبغضون هؤلاء القوم جهلا، وأنا أبغضهم عن معرفة، إن أول أمرهم