للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يضع رب العزة فيها قدمه» متفق عليه (١)، وقوله: «فينادي بصوت» (٢) رواه البخاري ومسلم، وقوله: «فلا يبصق قبل وجهه، فإن الله قبل وجهه» (٣) متفق عليه. إلى أمثال هذه الأحاديث، التي يخبر فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ربه فيما يخبر به.

فإن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، يؤمنون به من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهؤلاء هم الوسط في فرقة الأمة، كما أن الأمة المرحومة هي الوسط في الأمم، فهم وسط الأمة في باب الصفات بين أهل التعطيل الجهمية، وأهل التمثيل المشبهة، كما أنهم وسط في باب أفعاله تعالى بين الحرورية والقدرية، وفي باب أسماء الإيمان والدين بين المعتزلة والمرجئة وفي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الرافضة والخوارج. (٤)

[موقفه من الخوارج:]

- قال رحمه الله: ولا يخلد صاحب الكبيرة المسلم في النار، والعفو عن الكبائر جائز، وكذلك عفوها عمن مات بلا توبة جائز، من باب خرق العوائد.

وبعثة الرسل إلى الخلق، وتكليف الله عباده بالأمر والنهي عن ألسنتهم


(١) تقدم تخريجه من حديث أنس. انظر مواقف عبد العزيز بن الماجشون سنة (١٦٤هـ).
(٢) ولفظه: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يقول الله: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك. فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار». أخرجه: أحمد (٣/ ٣٢ - ٣٣) والبخاري (١٣/ ٥٥٥/٧٤٨٣) واللفظ له ومسلم (١/ ٢٠١ - ٢٠٢/ ٢٢٢) والنسائي في الكبرى (٦/ ٤٠٩/١١٣٣٩) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(٣) أحمد (٢/ ٧٢) والبخاري (١/ ٦٧٠/٤٠٦) ومسلم (١/ ٣٨٨/٥٤٧) وأبو داود (١/ ٣٢٣/٤٧٩) والنسائي (٢/ ٣٨٣/٧٢٣) وابن ماجه (١/ ٢٥١/٧٦٣) من طريق نافع عن ابن عمر.
(٤) قطف الثمر (٥٩ - ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>