للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينتقصني أحد في الدنيا إلا تبرأت منه في الآخرة. (١)

- عن القاسم بن محمد أن معاوية بن أبي سفيان رحمه الله، حين قدم المدينة يريد الحج دخل على عائشة رحمها الله فكلمها خاليين لم يشهد كلامهما إلا ذكوان أبو عمرو ومولى عائشة، رحمها الله، فكلمها معاوية فلما قضى كلامه تشهدت عائشة، رحمها الله، ثم ذكرت ما بعث الله به نبيه - صلى الله عليه وسلم - من الهدى ودين الحق والذي سن الخلفاء بعده، وحضت معاوية على اتباع أمرهم، فقالت في ذلك فلم تترك، فلما قضت مقالتها، قال لها معاوية: أنت والله العالمة بالله وبأمر رسوله الناصحة المشفقة البليغة الموعظة حضضت على الخير وأمرت به ولم تأمرينا إلا بالذي هو خير لنا وأنت أهل أن تطاعي. فتكلمت هي ومعاوية كلاما كثيرا، فلما قام معاوية اتكأ على ذكوان ثم قال: والله ما سمعت خطيبا قط ليس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبلغ من عائشة رضي الله عنها. (٢)

[موقفها من الصوفية:]

عن هشام بن حسان قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إن قوما إذا سمعوا القرآن يغشى عليهم، فقالت: إن القرآن أكرم من أن تنزف عنه عقول الرجال ولكنه كما قال الله تعالى: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (٣). (٤)


(١) أصول لاعتقاد (٨/ ١٥٢٣/٢٧٦٩).
(٢) الشريعة (٣/ ٤٨٣/١٩٦٠).
(٣) الزمر الآية (٢٣).
(٤) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (٢/ ١٦/٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>